ومن الغريب أن الكتابات العربية الجنوبية لم تحدثنا بشيء عما ورد في كتابات المؤرخين الإسلاميين ، إلا أن نقش «حصن غراب» ، والمعروف (REP.EPIGR ,٣٣٦٢) ، ويرجع تاريخه إلى عام ٥٢٥ م ، إنما يشير إلى أن الأحباش قد استولوا على اليمن في عهد ملك لم يذكر النقش اسمه ، وأنهم قد قتلوا هذا الملك وأقياله (١) ، على أن «هوجو فنكلر» ، إنما يذهب إلى أن هذا الملك إنما هو ذو نواس ، وأنه كان البادئ بالحرب ، وأن أصحاب النص (السميفع أشوع وأولاده) ، كانوا من أنصار ذي نواس على غير رغبة منهم ، وأن المعارك التي دارت بين الفريقين قد انتهت بانتصار الأحباش ، ومن ثم فإن «السميفع أشوع» وأولاده ، قد اضطروا إلى الالتجاء إلى حصن ماوية حتى انتهت العاصفة ، وحينئذ فإنهم قد عقدوا صلحا مع السادة الجدد (٢).
(٢) القصة في المصادر المسيحية واليونانية
اهتمت المصادر المسيحية المعاصرة بغزو الحبشة لليمن ، ومن هؤلاء «قزما» ، الذي كان في الحبشة إبان عمل الاستعدادات لغزو اليمن ، وقد سجل لنا قصة الغزو ، ربما بعد ٢٥ سنة من وقوعها ، وقد رأى ان الحملة إنما تمت في أوائل أيام القيصر «جستين» (٥١٨ ـ ٥٢٧ م) (٣) ،
__________________
(١) J.H.Mordtmann ,in ZDMG ,XLIV ,٠٩٨١ P.٦٧١ وكذاREP.EPIGR ,V ,i ,p.s وكذا انظر E. Glaser, Die Abessinier in Arabien und Africa, ٥٩٨١ P. P. ١٣١ ـ ٢٣١
(٢) جواد علي ٣ / ٤٥٩ ـ ٤١٠ انظر : H. Winckler, Zur Alten Geschichte Yemens und Abessiniens, P. ٧٢٣
(٣) جواد علي ٣ / ٤٦١ ، مجلة المجمع العلمي العرب بدمشق ، المجلد ٢٣ ، الجزء الأول ، ١٩٤٨ ص ١٨ وما بعدها ، وكذا وكذاZDMG ,١٨٨١ ,P.S. وكذاJ.B.Bury ,History of the Roman Empire ,II ,P.٣٢٣ وكذاCosmas ,P.١٤١