هذا ويرى «دي برسيفال» أن هناك ثمة تقارب بين الثموديين ، وبين الحوريين (١) سكان بلاد سعير ، حتى برية فاران ، وأن الخلط في الأخبار بينهما ، يرجع إلى أن الثموديين ، إنما كانوا يسكنون في مجاورات الحوريين (٢).
(٤) عصر قوم صالح عليهالسلام
يتجه بعض المؤرخين الاسلاميين إلى أن عصر صالح عليهالسلام ، إنما كان على أيام إبراهيم عليهالسلام ، وأن الفترة بين هلاك عاد وهلاك ثمود كانت خمسمائة عام (٣) ، غير أن هناك من يرى أن عادا إنما هلكوا بعد عهد إبراهيم الخليل وبناء الكعبة ، وقبل زمن موسى عليهالسلام (٤) ، وإذا كان صحيحا ما ذهبنا إليه في كتابنا إسرائيل ـ وسبق أن اشرنا إليه هنا ـ من أن إبراهيم الخليل قد عاش في الفترة (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م.) ، وأن
__________________
(١) اختلف المؤرخون في الحوريين ، فمنهم من يرى أنهم شعب ما زال أصله مجهولا ، ومن يرى أنهم شعب هندو أوربي ، ولكنهم يجمعون على أنهم جاءوا من المرتفعات الواقعة بين بحيرة أورمية وجبال زاجروس ، وقد غزوا شمال بلاد النهرين وسورية الشمالية ، ثم كانوا مملكة «ميتاني» التي امتد سلطانها من مرتفعات ميديا إلى البحر المتوسط ، وكانت عاصمتها «واشوكاني» التي يظن أنها مكان «الفخارية» على الخابور شرق تل حلف وحاران ، وقد عرفت في النصوص المصرية باسم «تهارينا») ، ثم انتشر الحوريون في سورية المخفضة الخصيبة ، ووصلوا الى فلسطين فنزلوا البقاع الواسعة بين نهر الحسا وخليج العقبة ، وقد بلغ انتشارهم في بلاد الشام درجة دعت المصريين إلى أن يطلقوا اسم «خورو» (خارو) على بلاد كنعان ، ويبدو أنهم هم الحوريين حكام شكيم على أيام يعقوب (أنظر كتابنا إسرائيل ص ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ؛ فيليب حتى : المرجع السابق ص ١٦١ ـ ١٦٥)
(٢) عبد العزيز سالم : المرجع السابق ص ٩٥ ـ ٩٦ ، وكذاCaussin de Perceval, Essai, Sur l\'Histoire des Arabes, Paris, ٧٤٨١, P. ٦٢
(٣) الدينوري : الأخبار الطوال ص ٧
(٤) عبد الوهاب النجار : قصص الأنبياء ص ٥٠ ، ٥٩