أو عمارا ـ ولا يطوفون بالبيت إذا قدموا أول طوافهم ، إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا طافوا بالبيت عراة ، فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة ، لم يجد ثياب الحمس ، فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ، ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم لم ينتفع بها ، ولم يمسها هو ولا أحد غيره أبدا ، وكانت العرب تسمي تلك الثياب «اللقى» (١)
(٤) الكعبة قبيل الاسلام
ولعل أهم ما يميز هذه الفترة من تاريخ الكعبة المشرفة أمران ، الواحد إعادة حفر زمزم ، والآخر إعادة بناء الكعبة نفسها. وأما الأمر الأول ، فإن المصادر العبرية انما تروي أن عبد المطلب ـ جد النبي (صلىاللهعليهوسلم) ـ قد لقي الكثير من العناء في توفير الماء للحجيج عند ما تولى أمر السقاية والرفادة ، وذلك بسبب دفن زمزم ـ ربما منذ أيام جرهم ـ وزاد الأمر صعوبة أن مكة كانت إذ ذاك تمر بفترة قاسية ندرت فيها الأمطار ، وجفت مياه الآبار ، أو كادت ، في وقت كان موسم الحج فيه قد بدأت طلائعه ، وهنا رأى عبد المطلب ـ فيما يرى النائم ـ أنه يؤمر بحفر طيبة ، وحين يسأل عن طيبة هذه لا يلقى جوابا ، غير أن الرؤيا تتكرر ليال ثلاث ، يؤمر فيها عبد المطلب بحفر «برة» ثم بحفر «المضنونة» ، ثم بحفر «زمزم» ، وفي المرة الأخيرة ، فإن الهاتف يجيبه حين يسأل عن زمزم ، بأنها «تراث من أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم ، مثل نعام جافل لم يقسم ، ينذر فيها ناذر لمنعم ، يكون ميراثا
__________________
(١) ابن كثير ٢ / ٣٠٥ ، البخارى ٢ / ١٦٣ ، تاج العروس ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، روح المعاني ١ / ٢٤٤ ، المقدسي ٤ / ٣٢ ـ ٣٣ ، نهاية الأرب ١ / ٢٤٤ ، شفاء الغرام / ٤١ ـ ٤٢ ، ياقوت ٥ / ١٨٤ ، المعارف ص ٢٦٩ ، الأزرقي ١ / ١٨٠ ـ ١٨٢ ، اليعقوبي ١ / ٢٥٧ ، العقاد : المرجع السابق ص ١١٧ ، احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٨٩ ـ ١٩٠ ، ابن هشام ١ / ٢١٩.