وعقدا محكم ، ليس كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل».
ويخرج عبد المطلب ومعه ولده الحارث ، فيحفر بن اساف ونائلة ، في الموضع الذي تنحر فيه قريش لأصنامها ، وقد رأى الغراب ينقرها هناك ، فلما بدا له الطوي كبّر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه ، وقالوا : إنها بئر أبينا إسماعيل ، وأن لنا فيها حقا فأشركنا معك ، قال : ما أنا بفاعل ، هذا أمر خصصت به دونكم ، قالوا : فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها» ، غير أن المخاصمة سرعان ما تنتهي في جانب عبد المطلب (١).
وتذهب المصادر العربية إلى أن عبد المطلب قد وجد غزالين من ذهب ، كانت «جرهم» قد دفنتهما في البئر ، فضلا عن سيوف ودروع ، فضرب الأسياف بابا للكعبة ، وجعل فيه الغزالين صفائح من ذهب ، فكان أول ذهب حليت به الكعبة ، وإن ذهبت بعض الروايات إلى أن بريق الذهب جعل بعض اللصوص يطمعون فيه ، فتسللوا في جنح الظلام ، وجردوها مما كانت تتحلى به من نفائس ذهبية (٢).
وأيا ما كان الأمر ، فلقد أقبل الحجاج على بئر زمزم تبركا بها ورغبة فيها ، وأعرضوا عمن سواها من الآبار ، وذلك لمكانة زمزم من المسجد
__________________
(١) الطبري ٢ / ٢٥١ ، ابن الأثير ٢ / ١٢ ـ ١٤ ، ابن كثير ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٨ ، الروض الآنف ١ / ٨٠ ، ٩٨ ، الأزرقي ٢ / ٤٢ ـ ٤٧ ، الحربي : المرجع السابق ص ٤٨٥ ، المقدسي ٤ / ١١٤ ، ابن سعد ١ / ٤٩ ـ ٥٠ ، ابن هشام ١ / ١٤٢ ـ ١٥٠ ، حياة محمد ص ١١٦ ـ ١١٧ ، اليعقوبي ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨ ، تاريخ الخميس ص ٢٠٢ ـ ٢٠٤ ، وكذاShorter Ency ,oflslam ,P.٧٥٦
(٢) مروج الذهب ٢ / ١٠٣ ، ياقوت ١ / ١٤٩ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٣٣٨ ، تاريخ الخميس ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، المقدسي ٤ / ١١٤ ، الأزرقي ٢ / ٤١ ، ٤٣ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٥١ ، الخربوطلي : المرجع السابق ص ٥٧ ـ ٥٨ الحربي : المرجع السابق ص ٤٨٥