الحرام ، ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر أبيهم إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام.
هذا وقد كان عبد المطلب قد نذر حين لقي من قريش العنت في حفر زمزم : لئن ولد له عشرة نفر ، وبلغوا معه حتى يمنعوه ، لينحرن أحدهم عند الكعبة لله تعالى ، فلما توافى له عشرة ، أقرع بينهم : أيهم ينحر؟ ، فطارت القرعة على عبد الله ، وكان أحب الناس إليه ، فقال عبد المطلب :
اللهم هو أو مائة من الإبل ، ثم أقرع بينه وبين الإبل ، فطارت القرعة على المائة من الإبل ، على أن هناك من يذهب إلى أن هذا النذر ، إنما كان حين عيّره «عدي بن نوفل» ، فقال له : أتستطيل علينا عبد المطلب وأنت فذ لا ولد لك ، فأجابه عبد المطلب جوابه الذي أثر عن ذلك اليوم : بالقلة تعيرني فو الله : لئن أتاني الله عشرة من الولد لأنحرن أحدهم عند الكعبة (١).
وأما الأمر الثاني ، فهو إعادة بناء الكعبة ، والذي يكاد يجمع المؤرخون على أنه تمّ والمصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في الخامسة والثلاثين من عمره الشريف ، فاذا كان ذلك كذلك ، وإذا كان المولد النبوي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٣ ، ابن الأثير ٢ / ٥ ـ ٧ ، ابن كثير ٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، روح المعاني ٢٣ / ١٣٦ ، مروج الذهب ٢ / ١٠٤ ، المقدسي ٤ / ١١٤ ـ ١١٦ ، اليعقوبي ١ / ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٣٣٧ ، تاريخ الخميس ص ١٢٩ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ابن سعد ١ / ٥٠ ، ٥٣ ـ ٥٤ ، ابن هشام ١ / ١٥٠ ـ ١٥٤ ، الأزرقي ٢ / ٤٣ ـ ٤٤ ، ٤٧ ـ ٤٩ ، حياة محمد ص ١١٧ ـ ١١٨