ق. م.) ، وأنهم جاءوها على أيام الهكسوس ، حوالي عام ١٦٥٠ ق. م. ، ولما كانت مدة إقامتهم في مصر ـ كما يحددها سفر الخروج (١) ـ ٤٣٠ سنة ، فإن قدوم إبراهيم إلى كنعان يصبح حينئذ في حوالي عام ١٨٥٠ ق. م. ، ولما كان قد هاجر إلى كنعان ، وهو في الخامسة والسبعين من عمره (٢) ، فهو قد ولد حوالي عام ١٩٤٠ ق. م. ، وبهذا يكون قد عاش في الفترة (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م.) ، على أساس أنه قد انتقل إلى الرفيق الأعلى ، وعمره ١٧٥ عاما (٣).
(٣) هجراته
كانت أولى هجرات الخليل ـ طبقا لرواية التوراة ـ من أور الكلدانيين ، على اعتبار أنها الموطن الأول له ، وهو أمر سبق أن ناقشناه ، وخلصنا منه إلى أن ذلك إنما كان في حاران ، وليس في أور ، وعلى أي حال ، فإن التوراة تنسب هذه الهجرة إلى تارح ، وليس إلى إبراهيم ، كما أنها تجعل كنعان هدف الرحلة من أور ، وأن حاران لم تكن أكثر من محطة وقوف يستريح فيها المهاجرون أياما ، أو يقيمون سنين عددا (٤).
هذا ويرجح البعض أسباب هذه الهجرة إلى أن أور ، إنما كانت في زمن إبراهيم قد فقدت شهرتها وطغت عليها بابل ، فبارت تجارتها ، ورسب الطين في مرفئها ، وباتت الحياة فيها قلقة غير مستقرة ، مما حمل أهلها على مغادرتها والارتحال شمالا ، ومن هنا رحل إبراهيم من أور إلى حاران (٥) ، وتقول تعليقات «أبنجدون» أنه ربما كان من أسباب هذه
__________________
(١) سفر الخروج ١٢ : ٤٠
(٢) تكوين ١٢ : ٤
(٣) تكوين ٢٥ : ٧ ، (انظر ابن كثير ١ / ٥٦ ـ ٥٧ ، والمقدس ٣ / ٥٣
(٤) تكوين ١١ : ٣١
(٥) حبيب سعيد : المرجع السابق ص ٨.