جاء ذكرهم في سفر التكوين (١٤ : ١) (١).
وأخيرا فهناك من يوحّد إبراهيم بـ «دمقي اليشو» ، ذلك لأن «ديوتي» يترجم اسم «دمقي اليشو» بحبيب الله ، من المقة بمعنى الحب ، والإيل بمعنى الله ، وضمير الاضافة ، ثم جاء «جون فلبي» فظن أن هذا الإسم يطابق في الزمن والصفة اسم الخليل إبراهيم ، وأن الخليل كان ملكا من الملوك الذين حكموا جنوب العراق عند الخليج العربي ، لأن الأقوال متواترة لمقام الخليل هناك في أور الكلدانيين ، ولأن اسم «دمشقي إليشو» ورد في الآثار البابلية بين عدة ملوك يسمون بملوك الشاطئ أو ملوك الأرض البحرية ، وهو اصطلاح يطلق على العرب من سكان تلك الجهات (٢) ، هذا وقد حدد «ديلابورت» لهذه الاسرة الفترة (١٩٢٥ ـ ١٧٦١ ق. م.) (٣) ، غير أن هناك عقبات تقف في وجه هذا الإتجاه ، منها ان واحدا من الكتب المقدسة ـ مصادرنا الأصلية عن الخليل عليهالسلام ـ لم يقل بأنه كان ملكا من الملوك ، ومنها ذلك الرأي الذي يجعل من حاران ـ وليس أور ـ موطنا للخليل ، والذي ارتضيناه من قبل ، وأخيرا فإن هذه الفكرة تجعل هجرة إبراهيم ، بسبب استيلاء الكاشيين على بابل ، وليس من أجل دعوة التوحيد التي حمل لواءها طوال حياته.
ولهذا كله ، فليس أمامنا سوى أن نفترض ـ حدسا عن غير يقين ـ أن الرأي الذي يجعل الخليل يعيش حوالي عام ١٩٠٠ ق. م. ، أقرب إلى الصواب من غيره ، على أساس أن الإسرائيليين قد خرجوا من مصر في أخريات القرن الثالث عشر ق. م. ، في عصر مرنبتاح (١٢٢٤ ـ ١٢١٤
__________________
(١) راجع كتابنا إسرائيل ص ١٧٥ ـ ١٧٦
(٢) J. B. Philby, The Background of Islam, Alexandria, ٧٤٩١ وكذا : عباس العقاد : المرجع السابق ص ٦٤ ، ١٣٤
(٣) ل. ديلابورت : بلاد ما بين النهرين ، ترجمة محرم كمال ص ٧٤