الكريم من كلمات «رجفة» و «صيحة» ، وربما كان الأمر كذلك ، فمنطقة إقامتهم ، إنما هي واحدة من مناطق الحرار في شبه الجزيرة العربية (١).
ولعل مصير عاد وثمود ، كثيرا ما يشبه مصير سدوم وعمورة ، وبقية مدن الدائرة الخمس في عمق السديم (٢) ، والتي تقع ـ فيما يرى علماء التوراة ـ في جنوب البحر الميت ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل على هذه المدن كبريتا ونارا ، وأنه جعل عاليها سافلها (٣) ، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ، فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) (٤) ، فإذا ما تذكرنا أن سكان هذه المدن هم قوم (٥) لوط ـ عليهالسلام ـ سهل علينا أن نفهم السبب في أن الله ، جل وعلا ، قد ربط بين هذه الأقوام جميعا في القرآن الكريم ، حيث يقول سبحانه وتعالى «وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ» (٦)
__________________
(١) انظر : تفسير المنار ٨ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ، روح المعاني ٨ / ١٦٥ ، ١٢ / ٩٢ ، ١٤ / ٧٦ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٤٤ ـ ٥٤٦ وكذا J. Hastings, op - cit, P. ٤٣٧ J. A. Montgomery, op - cit, P. ١٩ Ency of Islam, I, P ٦٣٧
(٢) جواد علي ١ / ٣٣٢ ، قاموس الكتاب المقدس ١ / ٥٥١ ، ٢ / ١١٩ ، ٣٠٠ ، وكذا B. Moritz, Arabien, ٣٢٩١, P. ٨٢ EB, I, ٩٩٨١, P. ٠٩٧٣ J. Hastings, op - cit, P. ٤٣٧ J. A. Montgomery, op - cit, P. ١٩
(٣) تكوين ١٩ : ٢٣ ـ ٢٦
(٤) سورة الحجر : آية ٧٣ ـ ٧٤
(٥) جاء ذكر قوم لوط في سورة كثيرة من القرآن الكريم (أنظر : الاعراف (٨٠ ـ ٨٤) وهود (٧٧ ـ ٨٣) والحجر (٦١ ـ ٧٥) والشعراء (١٦٠ ـ ١٧٥) والنمل (٥٤ ـ ٥٨) والتحريم (١٠) ، ثم أنظر القصة في : تاريخ الطبري ١ / ٢٩٢ ـ ٣٠٧ ، ابن الأثير ١ / ١١٨ ـ ١٢٢ ، ابن كثير ١ / ١٧٥ ـ ١٨٣ ، مروج الذهب ١ / ٥٧ ـ ٥٨ ، اليعقوبي ١ / ٢٥ ـ ٢٦ ، قصص الأنبياء للنجار : ص ١١٢ ـ ١١٨ ، قصص الأنبياء للثعالبي ص ١٠٣ وما بعدها.
(٦) سورة ص : آية ١٣