فجاء ذكرهم في سور كثيرة من القرآن الكريم (١) ، بل إن هناك سورة كاملة تسمى سورة هود ، كما أن هناك في القرآن الكريم (٢) ما يشير إلى أن هناك عادا الأولى ، وعادا الثانية (٣) وأن عادا الأولى ، إنما هم «عاد إرم» الذين كانوا يسكنون الخيام (٤) ، وأن عادا الثانية إنما هم سكان اليمن من قحطان وسبأ وتلك الفروع ، وربما كانوا هم قوم ثمود ، فيما يرى الأستاذ النجار (٥) ، الأمر الذي ما يزال موضع شك كبير.
وتدل الآيات الكريمة التي وردت عن هؤلاء القوم ـ وعن نبيهم الكريم ـ على أنهم قد استكبروا في الأرض بغير الحق ، واغتروا بقوتهم ، ربما لأنهم كانوا أشداء أقوياء ، ولأن الله ـ جل وعلا ـ قد زادهم بسطة في الجسم ، وربما لأنهم كانوا قد بلغوا شأوا من الحضارة لم يبلغه قوم آخرون من معاصريهم في المنطقة التي كانوا فيها يسكنون ، وعلى أي حال ، فان أمرهم قد انتهى إلى عبادة الأوثان ، وترك عبادة الله الواحد القهار ، ومن ثم فقد أرسل الله إليهم من ينهاهم عن عبادة هذه الأوثان ولينذرهم بعذاب يوم عظيم ، «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» (٦).
__________________
(١) أنظر : الأعراف (٦٥ ـ ٧٢) وهود (٥٠ ـ ٦٠) والمؤمنون (٣١ ـ ٤٢) والشعراء (١٢٣ ـ ١٤٠) وفصلت (١٥ ـ ١٦) والأحقاف (٢١ ـ ٢٦) والقمر (١٨ ـ ٢١) والحاقة (٢١ ـ ٢٦) والفجر (٦ ـ ٨) ، وقد جاء ذكر عاد كذلك في التوبة (٧٠) وإبراهيم (٩) والفرقان (٣٨) والعنكبوت (٣٨) وص (١٢) والذاريات (٤١ ـ ٤٢) وق (١٣)
(٢) سورة النجم : آية ٥٠ ـ ٥١ ، سورة الفجر : آية ٦ ـ ٧
(٣) مروج الذهب ٢ / ١١ وقارن : ابن كثير ١ / ١٣٠ ، حيث يرى أن ما جاء في الأحقاف كان عن عاد الثانية ، وغير ذلك كله عن عاد الأولى
(٤) ابن كثير ١ / ١٢٥
(٥) عبد الوهاب النجار : قصص الأنبياء ص ٥٣
(٦) سورة النساء : آية ١٦٥ وانظر : تفسير الطبري ٩ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ (دار المعارف بمصر) ، تفسير الطبرسي ٦ / ٢٩٣ ـ ٢٩٥ (دار مكتبة الحياة ـ بيروت ١٩٦١) ، تفسير روح المعاني ٦ / ١٨ ـ ١٩ ، تفسير الكشاف ١ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ ، في ظلال القرآن ٦ / ٢٥ ـ ٢٩