كانت منازل عاد (١) ، وزاد بعضهم فذهب إلى أنها إنما كانت فيما بين عمان إلى حضرموت فاليمن كله ، وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض كلها ، وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله (٢).
هذا وتتجه الآراء الحديثة إلى أن عادا ، إنما تقع في شمال الجزيرة العربية ، وليس في جنوبها ، وأنها ربما كانت تموج في المنطقة الممتدة من منطقة «حسمى» في سيناء ، حتى منطقة «أجأ وسلمى» في منطقة قبيلة شمر (٣) ، ولعل أهم ما يؤيد وجهة النظر هذه ، ما سبق أن ذكرناه (أولا) من أن «فورستر» يرى أن القوم الذين ذكرهم بطليموس تحت اسم Oaditae كانوا يسكنون في شمال غرب الجزيرة العربية (٤) ، وربما عند موضع «بئر إرم» في منطقة حسمى ، ومنها (ثانيا) أننا لو قمنا بمسح الوديان الموجودة في شمال الحجاز ، لوجدنا فعلا أن أحد هذه الوديان يسمى «وادي إرم» ، كما أثبتت الحفريات الأثرية وجود مكان يسمى «إرم» في منطقة جنوب الاردن (٥) ومنها (ثالثا) أن عادا قد اقترن ذكرها بثمود ، «الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ
__________________
(١) عمر فروخ : تاريخ الجاهلية ص ٢٨ ياقوت ١ / ١١٥ ـ ١١٦ ، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٢٨ ، المعارف ص ١٤ ، البكري ١ / ١١٩ ـ ١٢٠ ، ياقوت ٥ / ٤٤٢ ، قارن : القسطلاني (٥ / ٣٣٣) حيث يجعل قوم عاد يسكنون حضرموت على المحيط الهندي ، ثم انظر : تفسير المنار (٨ / ٤٩٥ ـ ٤٩٦) حيث يضيف أن عادا إنما كانت بين الشام إلى اليمن ، وأنظر كذلك روح المعاني ٣٠ / ١٢٣ ، وانظر كذلك «أمين مدني» حيث يرى أن المعينيين إنما هم قوم عاد (العرب في أحقاب التاريخ ٢ / ١٢٨ ـ القاهرة ١٩٧١)
(٢) تفسير الطبري ١٢ / ٥٠٧ (دار المعارف) ، تفسير المنار ٨ / ٤٩٥
(٣) عبد الرحمن الانصاري : المرجع السابق ص ٨٨
(٤) C.Forster ,op - cit ,P.٢٣
(٥) عبد الرحمن الانصاري : المرجع السابق ص ٨٨