إلى السماء ، (فوجدناها ملأت حرساً شديداً وشهباً) ١. فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا له : من هذا؟
قال: أنا جبرئيل.
قالوا : من معك؟
قال : معي محمد.
قالوا : وقد أرسِل إليه؟
قال : نعم.
ففتحوا لنا ، ثم قالوا : مرحباً بك من أخ ومن خليفة. فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المختار خاتم النبيين لا نبيَّ بعده.
ثم وُضِع لنا منها سُلَّم من ياقوت موشَّح بالزبرجد الأخضر، فصعدنا إلى السماء الثانية. فقرع جبرئيل ، فقالوا مثل اقول الأول ، وقال جبرئيل مثل القول الأول. ففتح لنا.
ثم وُضِع لنا سُلَّم من نور محفوف حوله بالنور. قال : فقال لي جبرئيل : يا محمد ، تثبِّت واهتَدِ هديت. ثم ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله تعالى ، فإذاً بصوت وصيحة شديدة.
قال : قلت : يا جبرئيل ، ما هذا الصوت؟
فقال لي : يا محمد ، هذا صوت طوبى، قد اشتاقَت إليك ....
ثم قال لي جبرئيل : يا محمد ، تقرَّب إلى ربك ، فقد وطئتَ اليوم مكاناً بكرامتك على الله عز وجل ما وطأتُه قطُّ ، ولو لا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يديَّ.
قال : فتقدَّمت ، فكشف لي عن سبعين حجاباً ، فقال لي : يا محمد. فخررتُ ساجداً وقلت : لبيك رب العزَّة لبيك.
فقيل لي : يا محمد ، ارفَع رأسك وسَل تُعطَ ، واشفَع تُشَفَّع. يا محمد ، أنت حبيبي وصفيي ورسولي إلى خلقي وأميني في عبادي. من خلَّفتَ في قومك حين وفدتَ إليَّ؟
__________________
١. سورة الجن الآية ٨.