وكنّا نمرُّ بكم وأنتم تُسبِّحون وتَحمدون وتُهلِّلون وتُكبِّرون وتُمجِّدون وتُقدِّسون ، فنُسبِّح ونقدِّس ونمجِّد ونكبِّر ونهلِّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم. فما نزل من الله فإليكم ، وما صعد إلى الله فمن عندكم. فلِمَ لا نعرفكم؟! إقرأ علياً عليه السلام منّا السلام ، وأعلِمهبأنه قد طال شوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثانية ، فتلقَّتني الملائكة. فسلَّموا عليَّ ، وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم.
فقلت : يا ملائكة ربي ، هل تعرفونا حق معرفتنا؟
فقالوا : يا نبي الله ، كيف لا نعرفكم؟ وأنتم صفوة الله من خلقه وخزان علمه ، وأنتم العروة الوثقى ، وأنتم الحجة ، وأنتم الجانب والجنب ، وأنتم الكرسي ، أصول العلم. قائمكم خير قائم ، وناطقكم خير ناطق. بكم فتح الله دينه وبكم يختمه. فاقرأ علياً عليه السلام منّا السلام وأخبِره بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة ، فتلقَّتني الملائكة. فسلَّموا عليَّ ، وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم.
فقلت : ملائكة ربي ، هل تعرفونا حق معرفتنا؟
فقالوا : يا نبي الله ، لِمَ لا نعرفكم؟ وأنتم باب المقام ، وحجة الخصام ، وعلي عليه السلام دابَّة الأرض ، وفاصل القضاء ، وصاحب العضباء ، وقسيم النار غداً ، وسفينة النجاة ؛ من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها في النار يتردَّى .... فلِمَ لا نعرفكم؟ فاقرأ علياً عليه السلام منّا السلام وأعلمه بشوقنا إليه.
ثم عرج بي إلىالسماء الرابعة ، فتلقَّتني الملائكة. فسلَّموا عليَّ وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم.
فقلت : ملائكة ربي ، هل تعرفونا حق معرفتنا؟
فقالوا : لِمَ لا نعرفكم؟ وأنتم شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، وعليكم جبرئيل ينزل بالوحي من السماء من عند رب العالمين ، فاقرأ علياً عليه السلام منّا السلام وأعلِمه بطول شوقنا إليه.