سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب عليه السلام وقالوا : يا محمد ، إذا رجعت إلى الدنيا فاقرأ علياً عليه السلام وشيعته منّا السلام.
فلمّا وصلتُ إلى السماء السابعة وتخلَّف عني جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيلوالملائكة المقربين ووصلتُ إلى حجب ربي ، دخلت سبعين ألف حجاب ، بين كلِّ حجاب إلى حجاب من حجب العزَّة والقدرة والبهاء والكرامةوالكبرياء والعظمة والنور والظلمة والوقار. حتى وصلت إلى حجاب الجلال ، فناجيت ربي تبارك وتعالى وقمت بين يديه. وتقدَّم إليَّعزَّذكره بما أحبَّه وأمرني بما أراد. ولم أسأله لنفسي شيئاً وفي علي عليه السلام إلا أعطاني ، ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه.
ثم قال لي الجليل جلَّ جلاله : يا محمد ، من تحبُّ من خلقي؟
قلت : أُحبُّ الذي تحبُّه أنت يا ربي.
فقال لي جلَّ جلاله : فأحبِّ علياً ، فإني أُحبُّ مَن يحبُّه وأُحبُّ مَن أُحبُّ مَن يحبُّه. فخررتُ لله ساجداً مسبِّحاً شاكراً لربي تبارك وتعالى.
فقال لي : يامحمد ، علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي ؛ إخترتُه لك أخاً ووصياً ووزيراً وصفيّاً وخليفة وناصراً لك على أعدائي.
يا محمد ، وعزتي وجلالي ، لا يناوي علياً جبّار إلا قصمتُه ، ولا يقاتل علياً عدوٌّ من أعدائي إلا هزمتُه وأبَدتُه.
يا محمد ، إني اطلعتُ على قلوب عبادي فوجدت علياً أنصح خلقي لك وأطوعهم لك ، فاتخذه أخاً وخليفة ووصياً ، وزوَّجه ابنتك ، فإني سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيَّين نقيَّين.
فبي حلفتُ وعلى نفسي حتمتُ أنه لا يتولَّين علياً زوجته وذرِّيتهما أحد من خلقي إلا رفعت لواءه إلى قائمة عرشي وجنتي وبُحبوحّة كرامتي ، وسَقيتُه منحظيرة قدسي. ولا يعاديهم أحد أو يعدل عن ولايتهم ـ يا محمد ـ إلا سلبتُه وُدِّي ، وباعَدتُه من قُربي ، وضاعفت عليهم عذابي ولعنتي.
يا محمد ، إنك رسولي إلى جميع خلقي ، وإن علياً وليِّي وأمير المؤمنين ، وعلى ذلك