هذه جملة شذيَّة ، من الأحاديث البهيَّة ، في المعارج النبوية.
ونهدف بالمعارج أنها كانت معارج عديدة لا معراجاً واجداً ، كما صرَّح به حديث صباح المزني المتقدم ، وكما يشهد به تعدد مباديء المعراج.
حيث تلاحظ في الأحاديث المتقدمة أن بعضها كان من الحِجر ، وبعضها كان من الأبطح ، وتلاحظ في أقوال المفسرين أنه كان من بيت أم هاني في مكة التي كلها يطلق عليها المسجدالحرام.
نعم ، لعلَّ أولها أو أعظمها كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لإراءة الآيات الكبرى ، إلا أنه تحصَّل من مجموع البيان تظافر الأحاديث وتواتر النقل العيان في معراج سيد الأمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإفاضة العلوم عليه ، وتشييد الكرامات له.
وقد جاءت وتواترت أحاديث المعراج لا في كتب الخاصة فحسب ، بل في كتب العامة أيضاً.
فقد أثبت أحاديث المعراج وما فيه من فضل الرسول الأعظم وأهل البيت عليهم السلام مثل :
الذهبي في ميزان الإعتدال ، الگنجي في كفاية الطالب ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ، والسيوطي في ذيل اللئالي ، وابن حسنويه في درِّ بحر المناقب ، والقندوزي في ينابيع المودة ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، والكشفي في المناقب المرتضوية ، والأمر تسري في أرحج المطالب ، وابن أبي الفوارس في الأربعين ، والبدخشي في مفتاح النجا ، والصفوري في المحاسن المجتمعة ، والحضرمي في وسيلة المآل ، والدهلوي في إزالة الخفاء ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق. كما تلاحظ أحاديثها بمصادرها وأسنادها ومتونها في إحقاق الحق ١.
__________________
١. إحقاق الحق : ج ٤ ص ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ٣٧٨ وج ٥ ص ٩٢ وج ٦ ص ١٣٨ ، ١٤٦ ، ١٤٩ ، ٥٠٧ وج ١٦ ص ٤٨٩ وج ١٨ ص ٤٠٦ ، ٤٠٧.