من أصحابي ، عليهم ثياب جُدَد ، وآخرون عليهم ثياب خلقان. فدخل أصحاب الجُدَد ، وحُبِس أصحاب الخلقان.
ثم خرجت، فانقاد لي نهران ؛ نهر يسمّى الكوثر ، ونهر يسمّى الرحمة. فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة. ثم انقادا لي جميعاً حتى دخلت الجنة ، فإذاً على حافيتها بيوتي وبيوت أزواجي ، وإذاً ترابها كالمسك ، فإذاً جارية تَنغَمِس في أنهارالجنة! فقلت : لِمَن أنت يا جارية؟ فقالت : لزيد بن حارثة. فبشَّرتُه بها حين أصبحت.
وإذاً بطيرها كالبُخت ١ ، وإذاً رمّانها مثل الدلاء العظام ، واذاً شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها تسعمائة سنة ، وليس في الجنة منزل إلا وفيها فرع منها!
فقلت : ما هذه يا جبرئيل؟
فقال : هذه شجرة طوبى ٢ ، قال الله : (طوبى لهم وحُسنُ مآب) ٣.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فلما دخلت الجنة ، رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل عن تلك
__________________
في حديث أمير المؤمنين عليه السلام : «ذلك الضراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤة واحدة. يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ...».
وفي حديثه عليه السلام الآخر : «حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض». بحار الأنوار : ج ٥٨ ص ٥٦ ح ١ وص ٦١ ح ١٢.
وفي الحديث الصادقي عليه السلام : «لو أُلقِيَ حجر من العرش لوَقَع على ظهر البيت المعمور ، ولو أُلقِيَ من البيت المعمور لسقط على ظهر البيت الحرام».
وفي حديث آخر : «إن الله تعالى خلق بيتاً تحت العرش سمّاه البيت المعمور ، تَحجُّه الملائكة في كل عام». بحار الأنوار : ج ٥٨ ص ٨.
١. «البُخت» هي الإبل الخراسانية المعروفة بالبخاتيَّه.
٢. «شجرة طوبى» هي الشجرة الطيبة المباركة في الجنة ، أصلها في بيت الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ، وفروعها في بيوت شيعتهم في الجنان. تهدل على الشيعة بكل ما يشتهون. تلاحظ مزيد بيانها في : بحار الأنوار : ج ٨ ص ١١٧ ح ٢ وص ٣١٢ ح ٨٢.
٣. سورة الرعد : الآية ٢٩.