وقال ابن الغضائري : حذيفة بن منصور بن كثير بن مسلم الخزاعي ، أبو محمّد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ، حديثه غير نقي ، يروي الصحيح والسقيم ، وأمره ملتبس ويخرج شاهداً.
والظاهر عندي التوقف فيه لما قاله هذا الشيخ ، ولما نقل عنه أنّه كان والياً من قبل بني أميّة ، ويبعد انفكاكه عن القبيح. وقال النجاشي : انّه ثقة ، انتهى (١) (٢).
وعليها بخط الشهيد الثاني رحمهالله : هذا الحديث رواه محمّد بن
____________________________________
ومنها : أنّ الأخبار الّتي نقل المشايخ عنه على سبيل الاعتماد والافتاء بها إنّما هي من كتابه المعروف المشهور ... إلى غير ذلك ، مثل أنّ الشاذّ من الأخبار ليس بصحيح عنده ولا يعمل به ، وإنّما الصحيح والمعمول به ما وجد في شيء من الاُصول ، وأنّ الحديث المروي عن رجل ولم يوجد في كتابه فليس بصحيح ... إلى غير ذلك ، فتأمّل.
__________________
١ ـ الخلاصة : ١٣١ / ٢.
٢ ـ أقول : لا يخفى دلالة كلام العلامة هنا على تعديل ابن الغضائري ، لأنّ توثيق الشيخ المفيد والنجاشي لا يحصل معه التوقف إلا بتقدير كون ابن الغضائري معه ، وإن كان الحقّ أنّ التوقف لا وجه له بعد تعدد الموثق ، على أنّ توثيق النجاشي كاف في الترجيح على ابن الغضائري بتقدير أنْ يكون ثقة ، وقولهم أنّ الجارح مقدم على المعدّل محل بحث ذكرته في محل آخر ، وإنّما المقصود هنا التنبيه على أنّ العلامة قابل بتوثيق ابن الغضائري وهو أحمد كما ذكرته في موضع آخر أيضاً.
نعم ربما يقال أنّ توقف العلامة هنا ليس لقول ابن الغضائري فقط ، بل لقوله مع النقل المذكور ، فكأنّ العلامة يحقق هذا ، والحقّ اندفاعه بذكر النجاشي كونه ثقة ، فليتأمّل. الشيخ محمّد السبط.