متقلبين فيه منها ، فإن الله تعالى (١) يزيد المزيدين من الراغبين ، ويتم نعمته على الشاكرين ، وكان لا يدع هذا القول في كل غداة في سفره كله.
فلما دنا من الشام عسكر حتى تتام إليه (٢) من تخلف من العسكر ، فما هو إلا أن طلعت الشمس فإذا الرايات والرماح والجنود قد أقبلوا على الخيول يستقبلون عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه.
قال الراوي : فكان أول مقنب (٣) لقينا من الناس فسألنا (٤) عن المدينة ، وأخبرناه بصلاح الناس. فنادوا : هل لكم (٥) بأمير المؤمنين من علم؟ فسكتنا ، ومضوا فأقبل مقنب آخر فسلموا ، ثم سألوا عن أمير المؤمنين هل لكم به علم ، فقال لنا : ألا تخبرون القوم عن صاحبكم؟ فقلنا : هذا أمير المؤمنين ، فذهبوا يرجعون يقتحمون (٦) عن خيولهم. فناداهم عمر ، رضياللهعنه : لا تفعلوا. ورجع الآخرون الذين مضوا فساروا معنا.
وأقبل المسلمون يصفون الخيل ويشرعون الرماح في طريق عمر حتى طلع أبو عبيدة في عظيم الناس فإذا هو على قلوص (٧) مكتنفها (٨) بعباءة خطامها من شعر لابس سلاحه متنكب قوسه ، فلما نظر إلى عمر (٩) أناخ قلوصه (١٠) ، وأناخ عمر بعيره ، فنزل أبو عبيدة ، وأقبل إلى عمر ، وأقبل عمر إلى أبي عبيدة ، فلما دنا (١١) من أبي عبيدة مد أبو عبيدة يده إلى عمر ليصافحه ، فمد عمر يده ، فأخذها أبو عبيدة وأهوى ليقبلها يريد أن يعظمه في العامة ، فأهوى عمر إلى رجل أبي عبيدة ليقبلها ، فقال أبو عبيدة : مه يا أمير المؤمنين ، وتنحى. فقال عمر : مه يا أبا عبيدة فتعانق الشيخان ، ثم ركبا يتسامران (١٢) ، وسار الناس أمامهما.
__________________
(١) تعالى أ ج د هت : ـ ب.
(٢) حتى تتام أ ج ه : حتى قدم إليه ب د.
(٣) المقنب : جماعة من الفرسان والخيل دون المائة تجمع للغارة ، ينظر : ابن منظور ، لسان ١ / ٦٩٦ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ٧٩١.
(٤) فسألنا أ ج ه : سألنا ب د.
(٥) هل لكم أ ج ه : هل لنا ب د.
(٦) يرجعون يقتحمون أ ج ه ك يرجعون ويقتحمون ب د.
(٧) القلوص : الفتية من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٧ / ٨١.
(٨) مكتنفها أ ج ه : أكفها ب : ـ د.
(٩) عمر أ : أمير المؤمنين ب ج د ه.
(١٠) قلوصة أ ج : قوسه ب ه : ـ د / / عمر أ : أمير المؤمنين ب ج ه : ـ د.
(١١) فلما دنا أ ج د ه : + عمر ب.
(١٢) يتسامران أ ب ج د : ـ ه / / وسار أ : وسارا وسار ب ج : ـ د : وساروا وسار ه.