(ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)
فسكنت نفوسهم برحمة الله ، واطمأنت الى نصره ، وهكذا كانت الرسالة هي خشبة الخلاص في زحمة أمواج الهزيمة.
(وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها)
وكان من أبرز واجبات هؤلاء الجنود الذين كانوا من الملائكة .. تثبيت قلوب المؤمنين ، واعادة الثقة والبشارة الى أنفسهم كما في حرب بدر.
جاء في حديث مأثور عن الامام الرضا (عليه السلام ) أنه قال : «السكينة ريح من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان فتكون مع الأنبياء» (١). وقد تكون الملائكة المنزلين هي السكينة أو هم حملة السكينة.
(وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ)
فالله لا يتدخل في الصراعات الاجتماعية عبثا ، بل انما في الوقت الذي يكفر جانب ويؤمن ويصمد جانب آخر ، فيجازي الكافر بكفره.
[٢٧] ولكن الهزيمة ليست نهاية أمة بل هي تجربة قد تصقل نفوسهم وتحدد أسباب ضعفهم ، ويتوبون الى الله من ذنوبهم فيتوب الله عليهم وينتصرون.
(ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ / ١٨