أي انهم يسرعون بين الصفوف بهدف الفتنة.
(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ)
أي يريدونكم ان تتحولوا الى قطعة من الخلافات الداخلية والبرود عن المعركة.
ثالثا : ان هؤلاء جواسيس للأعداء عليكم.
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)
وكل ظالم ينتهي مصيره الى هذه العاقبة ، وهكذا علينا ألّا ننظر الى ظواهر الأشخاص ، بل نفكر في تاريخهم وسلوكهم السابق وكيف انهم كانوا يعملون سابقا فإنهم يعملون ذلك مستقبلا.
مراجعة السوابق :
[٤٨] يذكرنا القرآن بماضي المنافقين الأسود ، وكيف انهم كانوا في أيام السلم يقلبون الأمور لرسول الله (ص ) ، ويصورونها تصويرا مقلوبا.
(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ)
جاء في التفاسير : وقلبوا لك الأمور : أي صرفوها من أمر الى أمر ، ودبروا لك الحيل والمكائد ، ومنه قول العرب حولّ قلّب ، إذا كان دائرا حول المكائد والحيل يدير الرأي فيها ويتدبره. (١)
وجاء : وقلبوا لك الأمور : أي احتالوا في توهين أمرك وإيقاع الاختلاف بين
__________________
(١) الفتح القديم ج ٣ / ٣٦٧