ان هؤلاء قد يكونون ممن تتكامل شخصيته ويضحي مسلما حقيقيا بعد ان كان أعرابيا جاهلا وكاذبا يتشرد من الواجبات مع أو بدون انتحال عذر ، فحسابه على الله تعالى ، وقد يكشف عن جهله وكفره في المستقبل فيكون له عذاب اليم.
ويبدو لي من ظاهر هذه الآية : ان الاعراب نوع خاص من المنافقين وهم الذين ينافقون بسبب جهلهم وعدم رسوخ الايمان في قلوبهم لحداثة عهدهم بالإسلام ، ولتراكم الرواسب الجاهلية على قلوبهم ، ويرجى لهؤلاء الهداية ولذلك خصّ القرآن العذاب ببعض الاعراب وهم الذين كفروا منهم (دون جميعهم ).
من يجوز له التخلف؟
[٩١] ولكن من هو صاحب العذر الحقيقي ، الذي يجوز له التخلف عن واجب الجهاد؟
في الآيتين التاليتين توضيح لذلك :
الف : ـ ليس على الضعفاء الذين لا يتحملون جسديا مشاق الجهاد واجب الجهاد. وهؤلاء مثل المعوقين والمبتلين بالضعف العام ، والذين يبلغ ضعف بصرهم أو ضعف سمعهم أو ضعف اعصابهم أو ضعف قلبهم أو ما أشبه يبلغ حدا يمنعهم من الخروج للحرب فيجعلهم افراد غير صالحين للقتال أبدا.
باء : ـ وكذلك يسقط الجهاد عن المريض بأمراض خطيرة أو طويلة أو معدية ، أو مما يسبب منعا للخروج.
جيم : ـ وكذلك يسقط الجهاد عن الفقراء الذين لا يجدون ما ينفقونه على أنفسهم أو على عوائلهم المفروض عليهم اعالتهم.