دال : ـ كذلك يسقط الجهاد عمن لا تقدر الدولة الاسلامية تحمل نفقات خروجهم.
(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ)
اي لا يكلفون فوق طاقتهم ، أو ما يسبب لهم الأذى والمشقة التي لا تحتمل.
جهاد المعذورين :
من هذه الكلمة يتبين : ان سقوط الجهاد عن الضعيف والمريض والفقير ليس مطلقا انما في صورة وجود الحرج والمشقة البالغة التي تختلف حسب اختلاف الظروف ، وحسب الأشخاص. من هنا كان الواجب ان يذكر القرآن المؤمنين بان الواجب النصيحة لله ولرسوله (ص ) حتى يكون كل فرد حسيب نفسه ورقيبها فيما يرتبط بوجود أو عدم وجود الحرج فربما يدعي الشخص انه مريض وحتى يبرهن على ذلك للناس ولكنه يعلم فيما بينه وبين الله انه ليس بمريض مرضا يمنعه عن الخروج لذلك أكد ربنا على هذه الحقيقة وقال :
(إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)
والنصيحة هي خلوص النية والعمل الجدي ، وعلى الإنسان ان يخلص نيته لله فلا يدّعي كذبا انه معذور وهو ليس بمعذور. كما عليه ان يخلص عمله لله ، فاذا كان معذورا وقعد عن القتال فلا بد ان يقوم بدور معين من أجل المعركة ، ولو كان ذلك الدور هو الاعداد الحربي أو بث روح المقاومة في المجتمع أو محاربة اعمال الطابور الخامس مثل الاشاعات أو الأنباء الكاذبة.