الشديد لأنهم يخافون مثلا الا يكون الحرج قد بلغ حدا يمنعهم من الخروج واقعا ، وفي هذه الحالة لا سبيل على المحسنين ذوي النيات الصالحة ، والسلوك الاجمالي الصالح ، وأضاف سبحانه قائلا :
(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فحتى ولو كان هناك بعض التقصير فان غفران الله تعالى يجبره ويعوض المؤمن عن تقصيره.
[٩٢] كذلك لا حرج على من يريد الخروج ويسجل اسمه في قائمة المتطوعين للحرب ولكن الدولة الاسلامية لا تجد وسائل الحرب له. من سلاح أو ذخيرة أو حتى وسائل المواصلات.
(وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ)
انك تجد في هؤلاء مثلا رائعا لذوي الاعذار الناصحين لله تعالى ولرسوله والمحسنين الذين تحدثت عنهم الآية السابقة. انهم ممتلؤون اندفاعا نحو المعركة الى درجة انهم يتفجرون بكاء حين لا يقدرون على المشاركة فيها.
و قد جاء في التفسير(نزلت هذه السورة في البكائين وهم سبعة جاؤوا الى رسول الله (ص ) فقالوا يا رسول الله احملنا فانه ليس لنا ما نخرج عليه فقال : «لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» (١).
وربما تدل هذه الآيات على ان المفروض على المسلم ان يكون مستعدا للجهاد
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ج ٥ / ٦٠