بينما كان الثبات الذي أعطاه الله بملائكته للمؤمنين سببا في الاستهانة بقوة الكفار ، والاندفاع نحو تحطيمها. كذلك تفوق المسلمون على أعدائهم في ساحة القلوب ، وكان ذلك طريقا لانتصارهم في ساحة الحرب.
(فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ)
فجاءت الضربات مسددة في الأماكن الحساسة في الرؤوس والايدي فلم تذهب سدى ، بينما ذهبت ضربات العدو هباء في الأطراف لان قلوبهم كانت مشتته وغير ثابتة ، وهكذا يؤثر الثبات النفسي في الانتصار.
[١٣] لماذا شتت الله قلوب الكفار ، فألحق ببهم الهزيمة؟ لأنهم تمردوا على الله ، وانحرفوا عن خطه المستقيم في الحياة. ذلك الخط الذي سيفرض نفسه بالتالي على البشر طوعا أو كرها ، وانما يملك الناس فرصة محددة من الحرية وأجلا محدودا.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)
حتى المؤمنون الذين نصرهم الله اليوم لو انحرفوا عن طريق ربهم ، فان عقاب الله شديد عليهم أيضا.
[١٤] ولا يكتفي الله فقط بعذاب الدنيا بل في الاخرة أيضا.
(ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ)