دلالة على انهم خبثاء كما يدل على تخلفهم الحضاري ، فبدل ان يقوموا بعمل ضد من يحسبونه عدوا تراهم يجلسون وينتظرون.
(وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ)
والدائرة هي النائبة ، التي تحيط بجوانب الشخص ، وتحاصره فلا يجد منها مخرجا ، ولكن أ ليس هذا الانتظار المتخلف واللئيم بذاته دائرة أحاطت بهم أنفسهم؟!
(عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
[٩٩] ولكن هذه الطبيعة الاولية للأعراب التي يقتضيها جهلهم بالشريعة وشدتهم باستطاعة الإنسان ان يغيرها ويخرج من مقتضيات ظروفه عن طريق التوعية والتوجيه.
لذلك نجد طائفة من الاعراب تؤمن بالله واليوم الاخر ايمانا حقيقيا ولذلك فهي تنفق طوعا وايمانا منها بان الإنفاق توبة الى الله والى دعاء الرسول لها بالبركة.
(وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
إذا بالرغم من نظرة الإسلام السلبية الى البقاء في البادية فانه لا يحكم على أهلها جميعا حكما مطلقا بل حسب ايمانهم وعملهم.