وهناك فريق من الناس ابعد من هؤلاء وحسابهم على الله ، فاما يعذبهم أو يتوب عليهم حسب علمه بواقعهم وحكمته البالغة والمحددة بطبيعة الجزاء الذي يستحقونه.
بينات من الآيات :
متى تكون الصدقة قسرا؟
[١٠٣] الصدقة كل عمل يمارسه الفرد تقرّبا الى الله وانبعاثا من ايمانه بالله واليوم الآخر ، والصدقة المالية هي الإنفاق المالي بدافع التقوى والايمان ، وهناك فريق من الناس لا يعطون الصدقات بل تؤخذ منهم أخذا ، وهؤلاء هم الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، والذين حدّثنا القرآن عنهم في الآية السابقة ولذلك امر الله رسوله (ص ) ومن ورائه (القيادة الاسلامية ) بأخذ الصدقة من أموالهم حتى ولو وجدوا صعوبة نفسية من دفع الصدقات طوعا ورغبة ، ولكن لا يعني ذلك الاقتصاص منهم أو اعتبار ذلك كالجزية التي هدفها القهر والتصغير. لا .. انما هدف أخذ الصدقة :
اولا : تطهير أموالهم وتنظيف سمعتهم الاجتماعية.
وثانيا : تزكية نفوسهم وتربيتها على الكرم ، والخروج من زنزانة البخل ، ورفعهم الى مستوى العطاء والاحساس بمسؤوليتهم الاجتماعية.
(خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها)
ولا يعني أخذ الصدقة الاستيلاء على أموالهم ، بل أخذ قدر محدد منها مثل الخمس والزكاة أو سائر الحقوق الاجتماعية التي تحددها الظروف الاجتماعية.
ولكن هذا الأخذ يجب الا يسبب لهم حرجا نفسيا يبعدهم عن طريق الحق ، لذلك يجب الدعاء لهم.