حدود للعدالة والرفاه.
وهكذا كان الرسول (ص ) نذيرا للعالمين ، وهكذا كان يجب على أهل المدينة وهم أبناء المجتمع الاسلامي الأول ، أن يتّبعوا الرسول في حمل رسالته بلاغا وتنفيذا ، قولا وعملا.
(ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ)
فيقعدوا في بلدهم ويطبّقوا الإسلام ويقولوا علينا بإصلاح بلدنا وحده. كلّا .. كان عليهم أن يسيروا في الأرض كما كان يسير رسول الله (ص ) ، ويحملوا على أكتافهم مشعل الرسالة الى كل مكان. أو كانت نفوسهم أعز من نفس رسول الله (ص ) ، من يدعوا نفس رسول الله تتعرّض للمصاعب والأخطار بينما نفوسهم آمنة في المدينة؟
(وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ)
وبالتالي لا يصيبهم مكروه الّا وهو مسجل عند الله تعالى ويوفيهم جزاءهم كاملا.
(وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ)
فسواء بقوا أو اتبعوا العدو تضرّروا أو أضرّوا بالمخالفين.
(وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
فهناك مقياسان للعمل الذي يجازيه ربنا الرحيم به :