(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
القدم الصادقة التي وضعت في مقامها الصحيح وبوعي ، ذلك لأن المؤمن يعرف أين يذهب ، وهو حين يسعى لتحقيق هدفه هذا وهو الوصول الى مرضاة الله يبلغه ، فقدمه عند الله قدم صادقة ، هذا هو محتوى الكتاب الحكيم ، ولكن
(قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ)
تفسير الكافرين بالرسالة لها أنها سحر ، دليل على أنهم لم يستوعبوا واقعها بسبب مشكلة فيهم لا مشكلة مستوى الرسالة ، والاهتداء الى ما فيها من خير ومنافع ولو أن الإنسان اجتاز حاجزه النفسي لوجد أن الرسالة حق لا ريب فيه ، ولكن ذلك الحاجز النفسي يجعله يفتش عن تفسيرات بعيدة لظاهرة الرسالة ، حتى أنه يفسّرها بأنها سحر مبين ، وبتعبير آخر لا يفسّرها بشيء إذ السحر هو كل ظاهرة غريبة لا تفسير لها.