(فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
أي يترك الله الذين لا يؤمنون به وباليوم الآخر حيث يلاقون فيه ربهم ليجازيهم بتركهم فاقدي الرؤية بسبب ظلام الطغيان الذي يحيط بهم.
الطغيان عمى البصيرة :
[١٢] الطغيان يفقد الرؤية ، والإسراف ينسي النعم ويبطر أصحابها ، ان المسرف يزعم أن النعم ملك موروث له ، ولذلك فهو لا ينتبه الى حقيقة عبوديته وضعفه وصغاره الّا بعد أن يفقد النعم ، فتراه يتضرع الى الله حتى يعيدها عليه ، فاذا انتهت محنته يعود الى سابق غروره ، كل ذلك بسبب الإسراف ، وبسبب الأعمال السيئة التي كان يقوم بها بدافع الإسراف ، فتطبع بها وأعتاد عليها.
(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً)
اي دعا ربه في كل الحالات ، أو في مختلف حالاته الصعبة.
(فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ)
فبدل الوقوف للشكر تراه يمشي من دون اعتناء ، وكأنه لم يصب أبدا بمصاب ولم يدع دعاء؟!
(كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
وعلى الإنسان أن يتحرر من سلبيات النعم التي ينزلها الله له ، ومن أخطرها حبه لنوع حياته ، واستئنافه بنمط معيشته ، اللذان قد يدفعانه الى الغرور والى ارتكاب معاصي كبيرة.