لنفسه ، وبتعبير أوضح أنه لا يفلح ، من هنا لم يكن يقدم على هذه الجريمة ، ولم يكن ينسب الوحي الى الله لو لم يكن من عنده فعلا.
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)
وعادة ما يكون المفتري على الله كذبا هو ذاته الذي يكذب بآيات الله ، لأن البشر ينتمي الى مبدأ معين وذلك المبدء قد يكون رساليا ، وقد يكون جاهليا ، فاذا انتمى الى المبدء الجاهلي لا بد أن يبرر انتماءه فيفتري على الله كذبا ، ليدعي ان مبدءه حق وان المبادئ الأخرى باطلة.
وكلمة اخيرة : ان بعض الناس لا يفترون على الله الكذب بصورة مباشرة ، ولكنهم يعتبرون نيّات فكرهم وتخرصات أهوائهم هي الحق الذي لا ريب فيه ، وهذا بدون شك نوع من الاجرام بحق أنفسهم وبحق الفكر السليم ، وهو يؤدي حتما الى الفشل وعدم الفلاح.