وذبذبات الصوت على الهواء؟ أو ليس هو ذلك الخبير اللطيف ، أو ليس هو الله؟!
(أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ)
وأكثر من هذه جميعا هو التطور الهائل الذي يحدث في الأشياء صعودا من الموت الى الحياة ، ونزولا من الحياة الى الموت ، من الذي يدبر هذا التطور أو ليس مالك الموت والحياة؟!
(وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ)
ويبدو من هذه الكلمة أن الحياة هبة الهية تعطى لشيء فيصبح حيا ، وينفصل من واقع الأشياء الميّتة بعد أن يكتسب منها مواد ميّتة ، فالبشر ـ مثلا ـ كان نطفة أعطاها الله الحياة ، ثم تتغذى النطفة من المواد الميتة ، فتضاف إليها وتصبح تلك الميتة بدورها ذات حياة ، والعكس يحدث هكذا!!
(وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ)
ان قيادة الكون منظمة ، وهي توحي إلينا بضرورة من يشرف عليها ويدبرها ، لا يكون غير الله ، وهذه الأسئلة لو وجهتها الى اي واحد من المشركين ..
(فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ)
لماذا الانحراف؟
فما دام الله هو فاعل كل ذلك فلما ذا لا نخشاه ونتقه؟ ونعمل بمناهجه؟ إن القرآن الحكيم يربط بين النظرة الشاملة الى الكون وبين البصيرة السلوكية الخاصة ، وهذا الربط هو الذي ينقص كثيرا من الناس ، حيث يجهلون أن سلوكهم يجب أن يكون منسجما مع مسيرة الكون كلها ، ومع الحقائق التي يهتدي إليها الإنسان من