خلال تفكره في هذه المسيرة.
[٣٢] وإذا شذّ البشر عن المسيرة العامة للوجود فالى أين يشذ؟ أو ليس الى الضلال؟ هل هناك حقائق في هذه الحياة؟ هناك حق واحد يجب أن نفتش عنه ، ونطبقه على واقعنا.
(فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)
أي الى أي جهة تعدلون بعبادتكم ، الى الباطل أم أنكم تعملون من دون تفكر؟!
[٣٣] ويبقى تساؤل إذا كانت القضية بهذا الوضوح ، فلما ذا يتعمد البعض بتجاهلها وإهلاك أنفسهم؟
ويجيب القرآن الحكيم : إن السبب هو فسق هؤلاء الذي يمنعهم من الايمان ، هذه سنة الله في الحياة : أن الفاسق لا يؤمن.
(كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
ولا يدل ذلك على أن الله يمنعهم عن الايمان منعا ، بل على أنهم عادة لا يؤمنون ، وذلك بسبب تكاثف حجب الفسق على أعينهم وبصائرهم.