رأيه من غير امام من أئمة الهدى» (١)
ان اتباع أحد بصورة مطلقة ومن دون الانتفاع بعقولنا ، إنه نوع ظاهر من أنواع الشرك بالله ، لأن أهم أضرار الشرك هو إضلال الإنسان في الحياة.
بين الظن والحق :
[٣٦] ولان الشرك والطاعة العمياء للأصنام وكهنتها ، ورموز السلطة والثروة والرجعية ـ لأنه يسلب العقل ويلغي دوره ـ فان المشركين يتبعون التصورات والظنون وهي لا تجديهم شيئا ، ذلك لأن الظن يعكس حالة صاحبه النفسية ، ولا يعكس الحقيقة الخارجية ، والإنسان زوّد بالعقل من أجل أن ينسّق بين واقعه وبين الحقائق الخارجية ، ويدرأ عن نفسه أخطار هذا الواقع ، ومثل هؤلاء كمن يرسم خريطة وهمية عن منطقة ثم يسير عليها دون أن يعتمد على عينه وأحاسيسه.
(وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)
والسؤال : لماذا يتبع هؤلاء الظن بينما زودوا بالعقل والبصيرة؟
الجواب : إن المشركين يتبعون أهواءهم ، ويجعلون هوى الذات وحب النفس محورا لتحركهم ، فهم لا يهدفون أبدا الوصول الى الحق حتى يبحثون عن السبيل الذي يوصلهم اليه ، وهو العلم ولذلك فهم يرتكبون الجرائم بوعي وإصرار.
(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ)
__________________
(١) المصدر ص ٩٣