وهذه من أسوأ الصفات الجاهلية والمتخلفة التي تقف عقبة في طريق تقدم البشرية ، وعلى الإنسان أن يربي نفسه ومجتمعة على استقبال كل جديد بروح ايجابية ، ولا يرفض أي شيء جديد بمجرد أنه لا يعرف عنه شيئا.
ومن الصفات الجاهلية هي انتظار تحوّل الحقيقة الى واقع ، فاذا أنذر الجاهلي والمتخلف حضاريا بالمجاعة بسبب التكاسل أو الاختلاف لم يؤمن بالحقيقة ، وانتظر قدوم المجاعة فعلا حتى يؤمن بها ، ولكن ما فائدة الايمان آنئذ.
إننا نريد العلم لنستبق به الأحداث ، ونمنع عن أنفسنا الأخطار ، أما بعد مجيئه فان الايمان لا يجدي شيئا ، بل سوف يحيط الواقع السيء بالإنسان ويقضي عليه كما دلّت على ذلك أحداث التاريخ.
(وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)
[٤٠] ومرة أخرى يؤكد القرآن أن أحد العوامل الأساسية للكفر بالقرآن الحكيم هو العمل السيء الذي ران على قلوب الكافرين ، فلم يدعهم يؤمنون بالرسالة ، ذلك العمل هو الفساد في الأرض.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ)
في المستقبل إذا كان مصلحا طيب القلب ، ينتظر المزيد من الآيات ، أو بعض الحالات النفسية التي يتغلب بها على ضغوط المجتمع الفاسد أو الشهوات العاجلة.
(وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ)
وهذا الفريق لا يؤمن بالرسالة بسبب توغله في الفساد ، وبناء حياته على أساس