فخلق السموات والأرض في ستة أيام ، وفي كل يوم يضيف خلقا جديدا ونعمة جديدة إليها ، وهو رب الإنسان الذي يعطيه تكامله بطرق شتى ومنها الوحي ، فواهب العقل هو منزل القرآن ، والإنسان غير المعقد يفهم هذه الحقيقة بوضوح.
[٣٨] ولكنهم يصرون على اتهام الرسول بأنه قد افترى القرآن كله ، إذا قل لهم ليفتروا هم بدورهم قرآنا ، وليأتوا ولو بسورة واحدة مثل القرآن في علمه وبلاغته ، وليستعينوا بمن شاؤا من الجن والأنس من أجل صنع سورة واحدة!
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
وكما لا يستطيع أحد أن يخلق نملة واحدة فهو لا يقدر على أن يأتي بجزء بسيط من القرآن ، لأن خالق النملة هو موحي القرآن ، والقرآن بذلك المستوى الأرفع الذي لا يحيط به علم البشر وقدراته.
دوافع الفكر :
[٣٩] وأحد العوامل النفسية التي تقف أمام ايمان هؤلاء هو جهلهم ، وضيق صدورهم ، وقلّة استعدادهم ، لذلك تراهم يكذّبون بأي شيء لا يعرفون كل أبعاده وخصائصه ، ولا يفكرون أن الحقيقة التي يرونها ويعرفون صحتها جديرة بالايمان ، ولا يجوز لهم إنكارها بمجرد أنهم لا يعرفون كل أبعادها.
(بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ)
وهذه صفة عامة للبشر ، و قد عبّر عنها الامام علي (ع ) بقوله :
«الناس أعداء ما جهلوا»