واقعيات أمامهم ، وحين تصبح الحقيقة واقعا خارجيا لا تنفع التوبة كما كانت عاقبة الظالمين من قبل ، والذي لا يؤمن بالقرآن مفسد في الأرض ، والله عليم به ، أما المصلحون فان قلوبهم نظيفة وأعينهم مفتوحة ولذلك يؤمنون به.
بينات من الآيات :
استحالة افتراء القرآن :
[٣٧] ان لكل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، ومن يرى الحقائق بعين بصيرة وقلب نظيف بعيدا عن الحجب والنظارات السوداء ، وبعيدا عن العقد النفسية فانه لا يخطأ ، والقرآن ذاته دليل صحته وأنه من الله ، فهو لا يمكن افتراءه إذ هو أسمى من أن يقدر أحد على صنعه ، انه صنع الله الذي لا يقدر على مثله البشر ، هل يستطيع أحد أن يخلق طيرا كما خلق الله؟ كلّا .. كذلك لا يقدر أحد على افتراء القرآن.
(وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ)
ولكن القرآن حلقه في سلسلة رسالات سماوية تصدّق بعضها بعضا ، وهو خط ممتد يؤمن الناس به مجملا ، بالرغم من أن شهواتهم تدعوهم الى الكفر بالرسالة الجديدة لنقص في ذاتهم.
(وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
فالقرآن يصدّق الرسالات السابقة ، مما يدل على أنه في خطها ، ومن يؤمن بها لا بد أن يؤمن به أيضا ، وهو لا يرقى اليه ريب ، لأنه من وحي الله الذي لا يرقى اليه ريب أو نقص سبحانه. والله رب العالمين الذي أعطى كل شيء خلقه وتصاعده ،