بالله ، وهو موعظة من رب العالمين ، فالذي وفّر للعالمين أسباب معيشتهم ، وهداهم إليها بالغريزة والعقل ، هو الذي أنزل القرآن ليكون جسرا بين الحقيقة والسلوك ، ويوجه البشر الى الإصلاح ، ويحذرهم من الفساد ، والسبيل الذي يتبعه الذكر لبلوغ هذا الهدف هو : تزكية النفوس وتهيئتها لقبول الحقائق فهو شفاء لما في الصدور ، والنتيجة التي يحصل عليها الناس بعدئذ هي :
أولا : الهداية ومعرفة ما ينبغي عمله وما يجب تركه.
ثانيا : الرحمة التي هي الرخاء والرفاه والسعادة ، وهي خاصة بالمؤمنين المنفذين لتعاليم القرآن.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
السعادة الحقيقية :
[٥٨] وعلى الناس أن يفرحوا عند ما يطبقون مناهج الله ، ويحصلون من ورائها على السعادة والفلاح ، لأنها سعادة حقيقية لكل الناس وفي كل زمان ، وحتى في الآخرة.
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)
ربما يكون فضل الله هو القرآن والعترة وأئمة الهدى ، بينما رحمة الله ما ينتهي اليه العمل بالرسالة.
(هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
من حطام الدنيا الذي أمده قصير ، وخيره محدود في طائفة دون طائفة ، وهو بالتالي يختص بالدنيا فقط.