(ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً)
باعثا للغم والأسى.
(ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)
من حقائق الرسالة :
أي رتّبوا أمركم فيما يخصني ، وضعوا خططكم في مقاومة رسالتي ، وتفاصيل مكركم ضدي بمتانة وإحكام ، ولا تعطوني مهلة أبدا.
إنه تحداهم بقوة الرسالة ، ونابذهم العداء اعتمادا على الله ، مما دلّ على الحقائق التالية :
أولا : ان الرسالة ليست ناشئة الوسط الثقافي والاجتماعي حتى تكون متأثرة به سلبيا ، بل ثورة مباركة ضد سلبيات هذا الوسط.
ثانيا : ان الرسول مؤمن قبل أي أحد برسالته ، ويضحّي من أجلها بكل ما يملك ، ولو كان ـ حاشا لله ـ كاذبا أو ساحرا لما أقدم على التهلكة من أجلها.
ثالثا : أن الرسالة ظاهرة غيبية تتحدى كل العوامل المادية وتنتصر عليها ، والرسول عارف بذلك.
رابعا : انها لا تداهن السلبيات القائمة ، ولا تجري لاصلاحها سبيل التدرج المرحلي ، أو الطرق السلمية ، بل تتحداها جذريا ، لأنها جاءت من عند الله خالق الناس ومالك السموات والأرض ، ولذلك لا معنى للمهادنة ، أو تقديم التنازلات المرحلية ، أو السكوت عن السلبيات.