وبفضله العظيم يسبغ النعم الكبيرة والآلاء العظيمة على المتقين في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
السبيل الى تأييد الله :
[٣٠] ان تقوى الله ، والاستجابة للرسول ، وتجنب الفتن الاجتماعية كل ذلك شروط تمهيدية للنصر على الأعداء ، وان ربنا يتفضل على المؤمنين بالتأييد بعد ان يوجدوا في واقعهم هذه الشروط ، ودليل تأييد الله نصره المؤمنين في بدر الذي سبق الحديث عنه ، وهذا دليل آخر يبينه الله حين خطط الكفار لإلقاء القبض على الرسول (ص ) أو اعدامه أو لا أقل نفيه ، ولكن مكر الله وخططه الحكيمة سبقتهم وأفشل خططهم الماكرة ، حيث امر الله ورسوله بالهجرة الى المدينة. فلما جاء الكفار وجدوا عليا (ع ) قد افتداه بنفسه وبات مكان قائده الرسول (ص ).
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)
إذا نفذ المؤمنون خطط ربهم الرشيدة فهم الأعلون لان أهم بنود الخطة الرشيدة في الصراعات الاجتماعية هو النشاط والتعاون والاستعداد للتضحية ، والذوبان في بوتقة الخطة بعيدا عن الذاتيات والمحاور الخلافية. وكل هذه البنود توفرها التربية الايمانية ، كما ان الايمان يعطيك الفرقان والرؤية الصافية الى الاحداث ، ويزكي قلبك عن الأهواء والشهوات وردود الفعل التي تغشي رؤية المرء وتدفعه الى اتّخاذ مواقف خاطئة وهكذا ، وبفضل الله يصبح مكر المؤمنين أنفذ من مكر أعدائهم.
[٣١] وكان من مكر الكفار الفاشل وخطتهم الغبية ، انهم بثوا اشاعات ساذجة فقالوا : ان آيات القرآن ليست بتلك الدرجة من البلاغة والعلم ، فلقد سمعناها ووعيناها ولو شئنا لقلنا مثلها. ولكننا أناس تقدميون ، وهذه أفكار رجعية يتشبث