كما قال الجاهليون آنفا ، ففي القديم دروس وعبر وقوانين اجتماعية ، علينا الانتفاع بها لحاضرنا ومنها سنة الله في الانتصار للحق وسحق الكفر والضلال ، وعلى الكفار ان يراجعوا التاريخ ليفهموا هذه السنة.
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ)
وسنة الله لا تتحول «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً» (٤٣ / فاطر ).
الحكمة من القتال :
[٣٩] والحرب الاسلامية لا تهدف تسلط فريق مكان فريق آخر ، بل اقامة حكم الله ومنع الفتنة .. فما هي الفتنة؟ هل هي الشرك بالله ، أم هي الفساد في الأرض وظلم الناس بعضهم لبعض؟ أم هي تسلط فريق من الناس باسم أو بآخر على رقاب الناس ، واستعبادهم واستثمارهم وفرض ثقافة معينة عليهم؟
يبدو ان الفتنة في لغة القرآن هي التسلط اللامشروع ، كما ان الدين هو السلطة الشرعية المستمدة من الايمان بالله وبالحق ، وبحرية الإنسان ، وابرز معاني الشرك هذا التسلط اللامشروع أو الخضوع لمثل هذا التسلط.
(وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
يعلم هل هم صادقون أم منافقون ، ولا يجوز الاستمرار في قتالهم بحجة انهم لا يزالون كفارا في الواقع برغم ايمانهم أو استسلامهم الظاهر.