موارد الخمس :
في اي شيء يفرض الخمس؟
ظاهر الآية ان الخمس مفروض على الغنائم ، وبالرغم من ان الكلمة تطلق اليوم على غنائهم دار الحرب بيد ان المعنى اللغوي لكلمة الغنيمة لا يختص بما يحصل عليه المحاربون في ساحة القتال. وفي عصر نزول القرآن لم تكن هذه الكلمة قد أصبحت خاصة بهذا المعنى بالذات لذلك قال الراغب : الغنم (بفتحتين ) معروف قال : «وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما» والغنم (بالضم فالسكون ) إصابته والظّفر به ، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة الأعداء وغيرهم ، قال : «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ» «فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً» المغنم ما يغنم ، وجمعه مغانم قال : «فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ» (١).
من هنا وجب الخمس على كل ما يكتسبه ويغنمه الفرد ، وهو ضرورة دفاعية ، وبهذه المناسبة ذكر القرآن هذه الفريضة ضمن آيات القتال ، كما ذكر ربنا الإنفاق في سبيل الله والجهاد بالمال ضمن الحديث عن الحرب والجهاد بالنفس.
(وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
وجوه صرف الخمس :
حينما ينسب (شَيْءٍ) الى الله فان معناه تحرره عن امتلاك الناس. اما امتلاك الرسول وذوي قرباه فلا يعني امتلاكهم للمال بصفتهم اشخاصا. بل لأنهم يمثلون
__________________
(١) تفسير الميزان ـ العلامة الطباطبائي / ج ١٠ / ٨٩