الإسفرايينيّ (١) والإمام أبا منصور عبد القاهر البغداديّ (٢) للتدريس في مدرسته ، وطلب إلى الوزير أن يهيئ أسباب معاشهم.
وكانت أوقات المقيمين بتلك المدرسة منقسمة على ثلاث أقسام : قسم منها للتدريس ، وآخر لإملاء الأحاديث ، والثالث لتذكير المسلمين ووعظهم.
وكان الشيخ أحمد بن الحسين البيهقيّ (٣) المحدث مصنف كتب الأحاديث ووحيد عصره تلميذا له ، وله اختلاف إليه.
ومن أشعاره :
تفكّرت طول الليل فيما جنيته |
|
وذكّرت نفسي كلّ ذنب أتيته |
وأنكرت فيها ما تعاطيت في الصّبا |
|
كأن شبابي كان سهما رميته |
فسوّد صحفي بالذنوب أوانه |
|
وولى سريعا مثل حلم رأيته |
ومن رسائله الرسالة التي كتبها إلى المقدم الرئيس أبي سعد محمد بن منصور (٤) والد الرئيس أبي المحاسن الجرجانيّ (٥) ، التي دأب أفاضل الكتّاب على استنساخها ، ولا يسع هذا الكتاب ذكرها.
__________________
(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المتوفى سنة ٤١٨ ه.
(٢) عاش بنيسابور ودرّس فيها سنين طويلة ثم خرج منها أيام هجوم الغز متوجها إلى أسفرايين فتوفي فيها سنة ٤٢٧ ه (المنتخب من السياق ، ٣٩٤).
(٣) هو شيخ السنة أبو بكر وسيترجم له المؤلف لا حقا.
(٤) في الأصول : أبو سعيد ، والتصويب من تاريخ جرجان (ص ٤٥٤) والأنساب (٢ / ١٢٣) ، نقرأ في تاريخ جرجان : «أبو سعد محمد بن منصور بن الحسن بن محمد بن علي الجولكيّ ، رئيس جرجان في أيام فلك المعالي إلى أن توفي ... مات في ٨ شعبان سنة ٤١٠ ه ، وكان مولده سنة ٣٥٢ ه».
(٥) أبو المحاسن سعد بن محمد ، ولي الرئاسة بعد أبيه ، وكان خليفة أبيه في الرئاسة وهو ابن ثماني عشرة سنة. ولد في ٣٨٨ ه وتوفي سنة ٤٥٤ ه (تاريخ جرجان ، ٢٢٦ ؛ الأنساب ، ٢ / ١٢٤ ؛ اليمني ، الورقة ٥٩ أ).