أبو محمد الحمداني البراكوهي (١)
كان من براكوه من قرية كيذر ، قصده المستفيدون من أطراف العالم ليستفيدوا منه ، سكن في العراق مدة ، ثم جاء إلى بيهق ، وأفاد ما استفاد.
كتب إلى عميد الحضرتين أبي الفتح المستوفي ، يعتذر له عن الحضور لخدمته ، بسبب ألم ألمّ بعينه :
أيها الصاحب العميد ومن لم |
|
يؤت إدراك شأوه أحد |
صوم وعين رمداء موجعة |
|
وفوت رؤياك فوق ما أجد |
فالعين لا تستطيع هائجة |
|
تقابل الشمس حين تتّقد |
الإمام الحافظ المحدث أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ (٢)
لا ثاني له في علم الحديث ، تفقه على الإمام سهل الصّعلوكيّ (٣) ، ولم يكن في
__________________
(١) كيذر أو كيدر : من قرى بيهق. أمّا الحمداني فهو أبو محمد عبد الله بن محمد الحمداني الخوافيّ ، ترجم له الباخرزيّ في دمية القصر (ط العاني ، ٢ / ٣٣٨) وقال عنه : «صديقي الصدوق ومن جمعتني وإياه صحبتا السفر والحضر ، وتواردنا سنين على الصفو والكدر ... وقد أقام حينا بالعراق ولا غرض له إلّا أن يشرب ماء دجلة طبعه ، ويروّح بشمال بغداد شعره ...» روى عنه الباخرزيّ بكثرة (انظر فهرس دمية القصر ، ٢ / ٥٩٥). ويستفاد من الباخرزيّ أنه كان ببغداد في ٤٥١ ه وفي أصفهان سنة ٤٥٥ ه (انظر : ١ / ٢٦٠ ، ٣٣٨ ؛ انظر أيضا : مجمع الآداب ، ٢ / ٢٠٨ ؛ التدوين ، ١ / ٢٨٠).
(٢) الخسروجرديّ من كبار فقهاء ومحدثي الشافعية ، (٣٨٤ ـ ٤٥٨ ه) الملقب بشيخ السنة وشيخ الإسلام ، روي عن أبي المعالي الجوينيّ قوله : «ما من فقيه شافعي إلّا وللشافعي عليه منّة ، إلّا أبا بكر البيهقيّ ، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه» (سير أعلام النبلاء ، ١٨ / ١٦٤ ـ ١٧٠) وهو مترجم في عشرات المصادر فضلا عن سير أعلام النبلاء ، منها : تاريخ الإسلام للذهبي ، ٤٣٨ (حوادث ٤٤١ ـ ٤٥٠ ه) ؛ المنتخب من السياق ، ١٠٨ ؛ طبقات الشافعية الكبرى ، ٤ / ٨ ـ ١٦ ، طبقات الشافعية للإسنوي ، ١ / ٩٨ ؛ التّقييد ، ١٣٧ ؛ تذكرة الحفاظ ، ٣ / ١٣٢ ؛ طبقات الحفاظ ، ١ / ٤٣٣ ؛ الوافي بالوفيات ، ٦ / ٣٥٤ ؛ طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير ، ٢ / ٤٢٩ ؛ مجمل فصيحي ، ٢ / ٩٨ ، ١٨١.
(٣) هو أبو الطيب سهل بن أبي سهل محمد بن سليمان الصّعلوكيّ المتوفى سنة ٣٨٧ ه.