وهو من طريق الأم ميكالي ، وقد عرّف نفسه بهذه النسبة ، وعلماء الأنساب يقولون : إن أيّا من الأم أو الأب يكون أكثر شرفا ، فإن شرفه يغلب على الولد ، وينسبون الولد إليه.
وقد بنى هذا الشيخ أربع مدارس في القصبة لأربعة مذاهب : واحدة للحنفيين باسم جدي الإمام أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف ، وهي عامرة إلى الآن.
وأخرى للشافعيين في محلة نوكوي باسم الإمام أبي الحسن الحنّانيّ الواعظ ، وهي اليوم عامرة.
وثالثة للكراميين في محلة شادراه ، ولم يبق منها أثر.
ورابعة للسادات وأتباعهم ، والعدليين ، والزيديين ، في محلة أسفريس باسم الإمام السعيد علي بن أبي الطيب ، وما زال أثرها باقيا إلى الآن.
وقد أنهى صاحب البريد هذا الأمر إلى السلطان محمود ، الذي أرسل غلاما ، فأخذ الشيخ إلى الحضرة بغزنة في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مئة ، فلما وصل ، عاتبه السلطان قائلا : لماذا لم تنصر المذهب الذي هو معتقدك ، ولم تبن مدرسة لأئمة ذلك المذهب؟ [١٩٥] فمن بنى لجميع المذاهب مدرسة وخرّج فيها طلابا ، فقد عمل خلافا لمذهبه. ومن عمل خلافا لمذهبه كان ذلك منه رياء وتظاهرا لا تقرّبا إلى الحق تعالى. فتوسّط الشفعاء لإنقاذه ، فنجا.
وقد أنابه الشيخ الرئيس أبو نصر منصور بن رامش (١) عنه في ناحية بيهق ، وأرسل بذلك مثال في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربع مئة ، وقد كتب أهل الناحية رسالة بالعربيّة أرسلوها إلى دار رئاسة نيسابور ضمنوها شكرهم ، ومن تلك الرسالة هذا الفصل :
__________________
(١) منصور بن رامش بن عبد الله ، أبو نصر النّيسابوريّ ، تولى الرئاسة بنيسابور في أيام محمود الغزنويّ ، وتوفي سنة ٤٢٧ ه (المنتخب من السياق ، ٤٧٨).