المؤذنين بالجامع الأموي ، ميلاده سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ، ومات سلخ صفر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بدمشق. والعلامة السيد كمال الدين محمد هو المفنن ، ميلاده خامس جمادى الأولى سنة خمسين وثمانمائة ، تولى عدة تداريس عن والده ، وعن عمه وعن المرحوم القاضي محب الدين أبي الفضل محمد ابن القاضي برهان الدين إبراهيم بن قاضي عجلون ، وعنه تولى إفتاء دار العدل ، وعن خاله الشيخ العلامة تقي الدين بن ولي الدين بن قاضي عجلون ، وأذن له شيخنا بدر الدين بن قاضي شهبة بالافتاء واستولى إليه رئاسة دمشق لحسن سيرته وذكائه ، وصودر في سنة خمس وتسعين وحبس بجامع القلعة مدة وخرج سالما بحمد الله تعالى ، وسيأتي له ذكر بالركنية وغيرها.
٣٤ ـ المدرسة الأمينية
قبلي باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي المسمى قديما بباب الساعات ، لأنه كان هناك بنكاب الساعات يعلم منها كل ساعة تمضي من النهار ، عليها عصافير من نحاس ووجه حية من نحاس وغراب ، فإذا تمت الساعة خرجت الحية ، وصفرت العصافير ، وصاح الغراب ، وسقطت حصاة ، قاله القاضي ابن زير (كذا) ، وهي شرقي المجاهدية جوار قاسارية القواسين بظهر سوق السلاح ، وكان به بابها ، وتعرف هذه المحلة قديما بحارة القباب ، وهناك دار مسلمة بن عبد الملك. وقد حكى ابن عساكر في ترجمة محمد بن موسى أبو عبد الله البلاساغوني الحنفي القاضي المتوفى في سنة ست وخمسمائة انه كان قد عزم على نصب إمام حنفي بالجامع ، فامتنع أهل دمشق من الصلاة خلفه ، وصلوا جميعهم في دار الخيل ، وهي التي قبلي الجامع مكان المدرسة الأمينية وما يجاورها ، وحدها الطرقات الأربع ، قيل إنها أول مدرسة بنيت بدمشق للشافعية ، بناها أتابك العساكر بدمشق ، وكان يقال له أمين الدولة. وقال ابن شداد : بانيها أمين الدولة ربيع الإسلام. وقال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة ثلاثين وخمسمائة : وفيها ولي أتابكية عسكر دمشق أمين الدين