التي على الشرف الأعلى ، وتملك بعلبك ابنه الأمجد انتهى. وقال ابن كثير في السنة المذكورة في تاريخه : فصل في وفاة المنصور عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك ونائب دمشق لعمه الملك صلاح الدين ، وهو والد الملك الأمجد بهرام شاه صاحب بعلبك أيضا بعد أبيه المذكور ، وإليه تنسب المدرسة الفرخشاهية بالشرف الشمالي والى جانبها التربة الأمجدية لولده ، وهما وقف على الحنفية والشافعية ، وقد كان فرخشاه شهما شجاعا بطلا عاقلا ذكيا فاضلا : كريما ممدحا ، امتدحته الشعراء لفضله وجوده واحسانه ، وكان من أكابر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي ، عرفه من مجلس القاضي الفاضل إلى أن قال : ومن محاسن المنصور عز الدين فرخشاه صحبته لتاج الدين الكندي ، وله في الكندي مدائح ، وقد أورد الشيخ شهاب الدين ذلك مستقصى في الروضتين ، ومن ذلك أنه دخل يوما إلى الحمام فرأى رجلا كان يعرفه من أصحاب الأموال وقد نزل به الحال حتى أنه تستر ببعض ثيابه حتى لا يبدو جسده ، فرق له وأمر غلامه أن ينقل بقجة وسماطا إلى موضع الرجل ، وأحضر ألف دينار وبغلة وتوقيعا له في كل شهر بعشرين ألف درهم ، فدخل الرجل الحمام من أفقر الناس وخرج منه وهو من أغنى الناس ، وذلك منه لوجه الله على الأجواد والأكياس. ثم قال عز الدين المذكور : ولم اتحقق ممن درس بها سوى عماد الدين ابن الفخر غازي إلى أن توفي ، ثم من بعده أوحد الدين محمد بن الكعكي وقد تقدم ذكره في مسجد التاشي. ثم من بعده تاج الدين موسى بن عبد العزيز سوار ، ثم من بعده القاضي عز الدين أبو عبد الله محمد ابن أبي الكرم الحنفي ، وقد تقدم ذكره. ثم من بعده ولده كمال الدين عبد اللطيف في حال حياة والده ، ثم نزل عنها لأخيه عماد الدين عبد الرحيم ، وبقي بها مستمرا إلى أن توفي في سنة تسع وستين وستمائة ، ثم وليها من بعده القاضي تاج الدين عبد القادر بن السنجاري أخو المتوفى ، وهو مستمر بها إلى حين هذا التاريخ انتهى ، يعني سنة أربع وسبعين وستمائة ، ثم درس بها في سنة احدى وثمانين الشيخ شمس الدين بن