قيما بالحسبة ، توفي سنة إحدى وأربعين وستمائة. ولم أقف على أحد ممن ولي مشيختها والله سبحانة وتعالى أعلم أه.
٢١ ـ دار الحديث النورية
قال ابن الأثير : وبنى نور الدين محمود دار الحديث بدمشق وهو أول من بنى دارا للحديث. وقيل واقفها عصمة التي قيل إنها كانت زوج صلاح الدين ، وهو خلاف المعروف. ونور الدين هذا هو الملك العادل أبو القاسم محمود بن أبي سعيد زنكي بن آق سنقر التركي الشهيد. قال الشيخ بدر الدين الأسدي في كتابه الكواكب الدرية في السيرة النورية : توفي رحمهالله تعالى يوم الأحد الحادي من شوال سنة تسع وستين وخمسمائة وقت طلوع الشمس عن ثمان وخمسين سنة ووقفها قليل.
قال ابن كثير في تاريخه في سنة إحدى عشرة وستمائة : وفيها وسع الخندق مما يلي القيمازية فأخرجت دور كثيرة وحمام قايماز وفرن كان هناك وقفا على دار الحديث النورية وغير ذلك ، وتبعه الأسدي : فلما بنى الأشرف دار الحديث غربها شرط أن يؤخذ من وقفها ألفا درهم فتضاف إلى وقفها فانصلح حالها.
وقال الصلاح الصفدي في حرف العين : عبدان الفلكي الأمير عز الدين صاحب الدار والحمام تجاه دار الحديث النورية بدمشق ، توفي رحمهالله تعالى سنة تسع وستمائة انتهى. قلت : وإنما تجاهها اليوم العادلية الصغرى وحمام ابن موسك ، فلعل العادلية كانت هي دار عبدان المذكور.
وقال أبو شامة في أول الروضتين في ترجمة نور الدين : وبنى بدمشق أيضا دار الحديث ووقف عليها وعلى من بها من المشتغلين بعلم الحديث وقوفا كثيرة ، وهو أول من بنى دار حديث في ما علمناه انتهى. تولى مشيختها الحافظ الكبير ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد