المزي قرأ فصلا في الرد على الجهمية من كتاب (أفعال العباد) للبخاري تحت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء ، فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشكاه إلى القاضي الشافعي يعني ابن صصري وكان عدوّ الشيخ فسجن المزي ، فبلغ ذلك الشيخ تقي الدين فتألم لذلك وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه ، وراح إلى القصر فوجد القاضي هناك فتقاولا بسبب المزي ، فخلف القاضي ابن صصري لا بد أن يعيده إلى السجن وإلا عزل نفسه ، فأمر نائب الغيبة باعادته تطييبا لقلب القاضي وحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه. ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق أصحابه في غيبته ، فتألم النائب لذلك ونادى في البلدان : لا يتكلم أحد في العقائد ومن عاد إلى ذلك حلّ ماله ودمه ونهبت داره وحانوته ، فسكنت الأمور انتهى.
قلت : ولم نعلم ممن ولي مشيختها سوى الشيخ علاء الدين بن العطار وقد مرت ترجمته في دار الحديث الدوادارية وسوى الشيخ تقي الدين بن رافع كما قاله الشهاب بن حجي أه.
٢٠ ـ دار الحديث الكروسية
غربي مئذنة الشحم ، قال الحافظ ابن كثير في سنة إحدى وأربعين وستمائة : واقف الكروسية محمد بن عقيل بن كروس جمال الدين محتسب دمشق ، كان كيسا متواضعا ، توفي بدمشق في شوال ودفن بداره التي جعلها مدرسة ـ وستأتي في مدارس الشافعية ـ ثم قال : وله دار حديث انتهى.
وقال الصفدي في وافيه : المحتسب ابن كروس محمد بن عقيل بن عبد الواحد بن أحمد بن حمزة بن كروس بن جمال الدين أبو المكارم السلمي الدمشقي سمع من بهاء الدين بن عساكر (١) وابن حيوس وكان رئيسا محتشما
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٣٤٧.