بالقرب من المعظمية ، ووالده توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين انتهى. فائدة : قال الشيخ تقي الدين فيمن توفي في جمادى الأولى سنة ست عشرة وثمانمائة : أسنك بالسين والنون ابن أزدمر أخو الأمير الكبير أسنك بن أزدمر ، بلغني أنه كان حملا عند أسر أبيه وأخيه ، ثم أنه جاء من بلاده إلى عند أخيه من مدة يسيرة دون السنة ، فمات يوم الجمعة عشرينه ، ودفن بتربته بالمدرسة الماردانية بالجسر الأبيض ، لأن الواقفة لم تدفن بها ، وحضر النائب يعني نوروز الحافظي والأمراء جنازته ، واشترى أخوه وقفا ووقفه على مقرئين يقرءون على تربته ، واشترى للمدرسة بسطا ، وتردد إلى قبره مرات ، وعمل له ختم في ليالي الجمع وبات هناك وعمل أسمطة ومدت هناك انتهى.
١٣٢ ـ المدرسة المقدمية الجوانية
داخل باب الفراديس الجديد. قال عز الدين : منشئها الأمير شمس الدين محمد بن المقدم في الأيام الصلاحية انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة : وابن المقدم الأمير الكبير شمس الدين محمد بن عبد الملك ، كان من أعيان أمراء الدولتين ، وهو الذي سلم سنجار إلى نور الدين ، ثم تملك بعلبك وعصي على صلاح الدين مرة فحاصره ثم صالحه وناب له بدمشق ، وكان بطلا شجاعا محتشما عاقلا شهد في هذا العام الفتوحات ، وحجّ فلما حلّ بعرفات رفع علم السلطان صلاح الدين وضرب الكوسات ، فأنكر عليه أمير ركب العراق طاشتكين ، فلم يلتفت وركب في طلبه وركب طاشتكين ، فالتقوا وقتل جماعة من الفريقين ، وأصاب ابن المقدم سهم في عينه فخرّ صريعا وأخذ طاشتكين ابن المقدم فمات من الغد بمنى انتهى. وقال ابن كثير : الأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك بن المقدم ، أحد نواب الملك صلاح الدين لما فتح بيت المقدس أحرم جماعة في زمن الحج منه إلى المسجد الحرام ، وكان أمير الحج تلك السنة ، فلما كان بعرفة ضرب الدبادب ونشر الألوية ، وأظهر علم السلطان صلاح الدين ، فغضب طاشتكين أمير الحاج من جهة الخليفة ، فزجره عن ذلك فلم يسمع ، فاقتتلا فجرح ابن المقدم ومات في اليوم الثاني بمنى رحمهالله تعالى ،