ودفن هناك ، وجرت خطوب كثيرة ، وليم طاشتكين على ما فعل ، وعزل من منصبه انتهى. وقال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلام في سنة أربع وسبعين : وفيها نزل السلطان صلاح الدين ببعلبك أشهرا يراود صاحبها شمس الدين بن المقدم على تسليمها وهو يأبى ، ثم سلمها على عوض ، فأعطاها السلطان صلاح الدين أخاه شمس الدولة توران شاه. وقال في سنة ثلاث وثمانين : وفيها وقعت خبطة بعرفات فقدم الأمير شمس الدين محمد بن المقدم قبل أصحاب الناصر لدين الله وضربت كوساته ، فركب طاشتكين بمنى بعسكر وخلق من البغداديين فنشب القتال ، وقتل خلق من ركب الشام ، وجرح ابن المقدم وأسر وخيطوا جراحاته عند طاشتكين فمات بمنى ، وقد عمل نيابة دمشق مرة انتهى. وقال الصفدي في المحمدين من تاريخه : ابن المقدم محمد بن عبد الملك بن المقدم الأمير شمس الدين ، من كبراء أمراء الدولتين نور الدين وصلاح الدين ، وهو الذي سلم سنجار إلى نور الدين ، وسكن دمشق ، ولما توفي نور الدين كان أحد من قام بسلطنة ولده ، ثم أن صلاح الدين أعطاه بعلبك ، ثم عصى عليه ، فجاء إليه وحاصره ، ثم أعطاه بعض القلاع عوضا عنها ، ثم استنابه على دمشق ، وكان بطلا شجاعا ، حضر وقعة حطين وعكا والقدس والسواحل ، وتوجه إلى الحج ، فلما بلغ عرفات ضرب الكوسات ، ورفع علم صلاح الدين ، وكان أمير الركب العراقي طاشتكين ، فتقاتلا وجرح ابن المقدم وخيط جرحه ، فتوفي من الغد بمنى سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ولما بلغ السلطان صلاح الدين بكى عليه وتأسف ، وله دار كبيرة بدمشق إلى جانب المدرسة المقدمية ، ولما صارت لصاحب حماة ، ثم صارت لقرا سنقر المنصوري ، ثم للسلطان الملك الناصر ، وله تربة ومسجد وخان ، كل ذلك مشهور جوار باب الفراديس بدمشق انتهى. وقال الأسدي في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة : محمد بن عبد الملك الأمير شمس الدين بن المقدم من كبار أمراء الدولتين النورية والصلاحية ، ولما توفي نور الدين كان أحد من قام بسلطنة صلاح الدين ثم أن صلاح الدين أعطاه بعلبك ، فتحول إليها وأقام بها ، ثم عصي على صلاح الدين ، فجاء إليه وحاصره ، وأعطاه عوضها بعض القلاع ، ثم استنابه