١٠٦ ـ المدرسة الزنجارية
قال القاضي عز الدين : المدرسة الزنجارية خارج باب توما وباب السلامة انتهى. ويقال لها الزنجيلية ، بالسبعة تجاه دار الأطعمة ، وبها تربة جامع بخطبة بمعلوم على الجامع الأموي ، وهي من أحسن المدارس ، ثم رأيت في تاريخ ابن كثير في سنة سبع وسبعين وخمسمائة : وأما نائب عدن فخر الدين عثمان بن الزنجيلي فانه خرج من اليمن قبل قدوم طغتكين إليها فسكن الشام ، وله أوقاف مشهورة باليمن ومكة ، وإليه تنسب المدرسة الزنجيلية خارج باب توما تجاه دار الطعم ، وكان قد حصل من اليمن أموالا عظيمة جدا انتهى. وقال في المرآة له مدرسة بمكة المشرفة ، وله رباط بالمدينة المنورة على الحالّ بها أفضل الصلاة وأتمّ السلام انتهى. وتبعهما الأسدي في تاريخه. وقال أبو شامة في الروضتين : ولهذا الأمير أوقاف وصدقات بمكة واليمن ودمشق ، وإليه تنسب المدرسة والرباط المتقابلان بباب العمرة بمكة المشرفة ، والمدرسة التي خارج باب توما بدمشق رحمهالله انتهى. ثم قال القاضي عز الدين : أنشئت في سنة ست وعشرين وستمائة أنشأها الأمير عز الدين أبو عمرو عثمان بن علي الزنجيلي ، وكان صاحب اليمن ، وانتقل إلى الشام في زمن الملك العادل سيف الدين أبي بكر انتهى ، وبها دفن. والذي وجد من وقفها في سنة عشرين وثمانمائة : حانوتان جوارها ، ولها طاحون بالقرب منها ، وبجوار الطاحون حانوت ، كذا رأيته في كشف مشد الأوقاف سيدي محمد بن منجك الناصري في السنة المذكورة. ثم قال القاضي عز الدين : أول من درّس بها حميد الدين السمرقندي إلى أن توفي. ثم ذكر الدرس بعده في سنة خمس وثلاثين كمال الدين عبد اللطيف بن السنجاري ، واستمر بها مدرسا وناظرا إلى أن توفي. ثم درس بها في زمن التتار المخذولين بولاية جماعة منهم عز الدين إسحاق المعروف بالأقطع ، إلى حين عاد المسلمون إلى الشام ، فعادت إلى كمال الدين المذكور ، وتولاها بعد تاج الدين عبد الرحمن بن عبد الباقي المعروف بابن النجار إلى حين توفي. وتولاها بعده عماد الدين ابن الشماع إلى حين نزل فيها